في رحلةٍ مليئة بالتحديات والانتصارات، صعد الفريق أول دكتور مهندس منصور أرباب يونس إلى قمة القيادة والنضال الثوري، حاملاً معه إرثًا من الخبرات القيادية والإدارية الاستثنائية التي جعلت منه أحد أبرز الشخصيات السياسية في السودان والعالم العربي والافريقي.
منذ أن انخرط د. منصور ارباب في النضال الثوري في السودان عام 2003، أصبح رمزًا للنضال السياسي، ومدافعًا عن قضايا المهمشين والضعفاء في دارفور وكل قضايا السودان.
إنه أكثر من مجرد قائد؛ هو مثال حي للالتزام والشجاعة، حيث يواصل معركة طويلة الأمد من أجل العدالة والمساواة والسلام والحرية لشعبه.
مسيرة قيادية حافلة:
انطلقت مسيرة د. منصور أرباب السياسية منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي حيث كان ناشطاً وسط زملاءه طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية العليا. وفي بداية الألفية الجديدة، حين تولى العديد من المناصب القيادية في الصفوف الأمامية للنضال السوداني.
في عام 2004، شغل منصب نائب رئيس حركة تحرير السودان عندما كان موحدا بقيادة عبدالواحد نور، حيث وضع بصمته المميزة في بناء استراتيجيات الحركة وتوسيع نفوذها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
من 2005 إلى 2007، تولى د. منصور قيادة القطاع الشرقي لحركة جيش تحرير السودان، وكان له دور بارز في قيادة العمليات العسكرية والسياسية التي ساعدت في تشكيل الواقع الميداني في شرق السودان ودارفور.
لكنَّ الدور الذي قام به د. منصور أرباب في 2006 كان الأكثر تأثيرًا على الساحة السياسية السودانية، حيث أسس “جبهة الخلاص الوطني” التي غيرت مجرى النضال الثوري. وبعدها، تولى منصب نائب الأمين العام لحركة تحرير السودان مجموعة 19 في الفترة من 2007 إلى 2008، وكانت هذه المرحلة مليئة بالإنجازات التنظيمية والسياسية التي أضافت إلى رصيده الفكري والعسكري.
في أكتوبر 2007، برز د. منصور أرباب مرة أخرى من خلال دوره المحوري في التنسيق للاجتماعات وحوارات الوحدة في جنوب السودان.
هذا التحرك أسهم بشكل كبير في خلق فضاء سياسي جديد يعزز السلام والاستقرار في المناطق المتأثرة بالنزاع.
كما تولى قيادة الجبهة المتحدة المقاومة بين 2008 و 2009، مسؤلا عن مكتبه التنفيذي ليواصل دوره الحيوي في الساحة السياسية السودانية.
ومن العام 2009 إلى 2015، شغل منصب أمين شؤون الرئاسة لحركة العدل والمساواة السودانية بقيادة الشهيد الدكتور خليل ابراهيم، كما كان أحد مؤسسي “الجبهة الثورية السودانية” في أغسطس 2011.
وتتويجاً لهذه المسيرة الغنية، تولى د. منصور أرباب رئاسة حركة العدل والمساواة السودانية في فترة انتقالية من مايو إلى يوليو 2022، ليبرز مجددًا كقائد استثنائي يملك من الفطنة والقدرة ما يؤهله لإدارة أصعب الأزمات السياسية.
وفي مؤتمر الحركة في سبتمبر 2015 تم انتخاب الفريق أول د. مهندس منصور ارباب رئيسا لحركة العدل والمساواة السودانية الجديدة.
المؤهلات الأكاديمية المتميزة:
د. منصور أرباب ليس فقط قائدًا سياسيًا وعسكريًا، بل أيضًا أكاديميًا من الطراز الرفيع.
بدأ مسيرته الأكاديمية في معهد الدورة للتدريب النفطي في بغداد – العراق، حيث حصل على دبلوم في التمديدات الكهربائية وتشغيل محركات الضغط العالي في مصافي البترول عام 1999. ثم واصل دراسته في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، حيث تخرج في قسم الهندسة الكهربائية حائزًا على دبلوم هندسة كهربائية في ديسمبر 2002.
الدكتور منصور أرباب ليس مجرد أستاذ جامعي، بل هو منارة علمية ساطعة في سماء التعليم العالي بشرق إفريقيا ومحاضر متميز في عدد من الجامعات المرموقة. تخرجت على يديه عقول ناضجة، وارتقت بإشرافه رسائل دكتوراه وماجستير تركت بصمتها في ميادين البحث العلمي، ليظل اسمه محفوراً في ذاكرة الأكاديميا كأحد صُنّاع الفكر وبُناة المستقبل
لكن طموح د. منصور أرباب لم يتوقف عند هذا الحد، فقد غير مساره الاكاديمي وتوجه نحو مجال الدراسات السياسية والدبلوماسية، فحصل على شهادة البكالوريوس في العلاقات الدولية والدراسات الدبلوماسية من جامعة كافينديش البريطانية في أوغندا. ومن ثم أضاف إلى رصيده الأكاديمي المتميز شهادة الماجستير في الدراسات الأمنية من نفس الجامعة، بالإضافة إلى ماجستير آخر في فض النزاعات وبناء السلام من جامعة كمبالا العالمية.
وفي تتويج لمسيرته الأكاديمية، حصل على درجة الدكتوراه من جامعة إنكومبا في أوغندا، حيث كانت أطروحته بعنوان “تأسيس الدولة وأثره على الأمن القومي في افريقيا: السودان نموذجًا” حيث كانت هذه الرسالة نقطة فارقة في دراسة القضايا السياسية الكبرى، لا سيما في سياق بناء الدولة والأمن القومي.
*إرثه القيادي وإنجازاته السياسية:*
د. منصور أرباب ليس مجرد قائد تقليدي، بل هو شخصية محورية في الساحة السياسية السودانية والإقليمية والدولية.
بكفاءته العالية في فن التفاوض وإدارة الحوار، تمكن من أن يصبح أحد الوجوه البارزة في العديد من المنظمات الإقليمية والدولية. وقد قاد د. منصور ارباب العديد من الحوارات السياسية والمفاوضات الهامة التي ساهمت في تحقيق تقدم ملحوظ في مسارات السلام في السودان.
ولطالما كان د. منصور أرباب رمزًا للشجاعة والدهاء السياسي، ورجلًا يمتلك القدرة على قراءة المشهد السياسي بعمق وفهم استراتيجيات النضال الوطني، وبفضل إيمانه القوي بعدالة القضية السودانية، أصبح محط احترام من مختلف الأطياف السياسية والإقليمية.
الحياة الشخصية:
خارج دائرة السياسة، يظل د. منصور أرباب مثالًا للعائلة المثالية، حيث هو أب وزوج، و إنسان لا يقتصر نضاله على الحقل السياسي بل يمتد أيضًا إلى رعاية أسرته ومجتمعه.
تواصل مسيرته العطرة نحو بناء عالم أفضل، مستمدًا من حياته الشخصية والعلمية والسياسية قوة وإلهامًا لتحقيق المزيد من النجاحات.
خاتما ، الفريق أول دكتور مهندس منصور أرباب يونس، هو شخصية نادرة في تاريخ السودان المعاصر، يمتزج فيه الفكر السياسي العميق مع الخبرة العسكرية الرفيعة. بفضل شخصيته الفذة ومهاراته الاستثنائية في القيادة، يبقى د. منصور أرباب أحد القادة الذين لا يمكن نسيانهم، حيث يواصل بصماته على الساحة السياسية السودانية والاقليمية والعالمية، متمسكًا بحلم بناء سودان أفضل للجميع.
يُوسُفُ قَمَرُ بُوتِين