✍️ بقلم: يوسف قمر بوتين

في وقتٍ تتنازع فيه البلاد بين ألسنة النار وأوجاع التهميش، يظهر رجل من طينةٍ نادرة، يحمل فوق كتفيه تاريخًا من الكفاح وعقلًا من الحكمة وبوصلة لا تشير إلا إلى “العدالة”. إنه الفريق أول دكتور مهندس منصور أرباب يونس، رئيس حركة العدل والمساواة السودانية الجديدة، الذي لم يكن مجرد رقمٍ في معادلة السياسة السودانية، بل كان دومًا “المعادلة” بحد ذاتها.

 

قائد وطني بفكر عالمي من دارفور إلى الخرطوم ومن معسكرات النزوح واللجوء إلى قاعات التفاوض رسم م.د. منصور أرباب لنفسه خطاً لا يشبه أحدًا حيث جمع بين السلاح والفكر وبين الكفاح السياسي والدبلوماسية الهادئة ليخلق نموذجًا فريدًا للقيادة السودانية التي تستمد قوتها من الميدان، ومشروعها من ضمير الشعب.

 

منذ التحاقه بالنضال في العام 2003 تدرّج الرجل في مواقع الثورة بحكمة القادة وبصيرة المفكرين، مشاركًا في تأسيس الكيانات الكبرى وموجّهًا للبوصلة الثورية نحو المسارات التي تحفظ للإنسان السوداني كرامته، دون مساومة أو تردد.

 

إرث عسكري وتنظيمي من ذهب قلّ أن نجد في السودان الحديث شخصية امتلكت سجلًا نضاليًا ثريًا ومتوازنًا كما امتلكه د. منصور أرباب. فقد قاد قطاعات استراتيجية في الحركات المسلحة، وشارك في التأسيس الحقيقي لجبهة الخلاص الوطني، وكان حاضرًا في لحظات الانقسام، والوحدة، والانبعاث من جديد. وكان دومًا جزءًا من الحل، لا من الأزمة.

 

وحين توهّجت حركة العدل والمساواة، كان هو في الصفوف الأولى، مؤمناً بمشروع الشهيد الدكتور خليل إبراهيم، رفيق دربه، وشريك رؤيته لبناء سودان جديد عادل لكل أبنائه.

 

عقل أكاديمي.. وروح مقاتل لكن المدهش أكثر، أن هذا القائد الذي يعرف دهاليز الجبهات، هو في الوقت ذاته أكاديمي رفيع، حاصل على عدة درجات علمية من جامعات مرموقة في مجالات الهندسة، والعلاقات الدولية، والدراسات الأمنية، وفض النزاعات. ولم يكتف بذلك، بل ساهم في تكوين أجيال من الباحثين، وأشرف على رسائل علمية شكلت مرجعية في قضايا بناء الدولة والأمن القومي.

 

إنها ثنائية نادرة: قائد ميداني وخبير في العلوم السياسية. وهذه هي التركيبة التي جعلت منه شخصية يُحسب لها ألف حساب في الأروقة السياسية والمبادرات الإقليمية والدولية.

 

شخصية ملهمة.. وإنسان قبل كل شيء بعيدًا عن الرسميات، فإن من يعرف د. منصور عن قرب، يدرك أنه رجل يحمل قلبًا كبيرًا، يتسع لهموم الفقراء والمهمشين وأحلام الشباب. هو زوج وأب، يعيش حياةً بسيطة ولكنها مشبعة بالمعاني. وفوق كل ذلك، لا يزال متواضعًا رغم المكانة، منصتًا رغم الضجيج، حاضرًا في قضايا الناس رغم الانشغالات.

 

السودان في ضمير رجل حين ننظر إلى مشروع د. منصور أرباب اليوم، نجده مشروعًا يتجاوز الأجندة الحزبية أو القبلية، ليكون مشروع دولة مدنية ديمقراطية عادلة، تضمن الحقوق، وتفتح الأفق أمام بناء وطن يسع الجميع بلا إقصاء ولا تمييز. ولعلّ هذه الرؤية هي ما جعلته يحظى باحترام رفاقه وخصومه على حد سواء.

 

ختامًا ليست كل الأيام تنجب قادة بهذه القامة، وليست كل الثورات تصنع رجالًا بهذه المسؤولية.

الفريق أول د. منصور أرباب يونس ليس مجرد زعيم لحركة سياسية، بل هو صفحة مضيئة في كتاب السودان الحديث، يكتبه بشجاعة القادة وحكمة العارفين، من أجل وطن يستحق أن يُكتب له مستقبل جديد.