حين يُولد القائد من رحم التهميش
(سلسلة: قائد في زمن الانكسار – الحلقة الأولى)
✍️ بقلم: يوسف قمر بوتين
في قلب السودان الجريح وبين رماد الحروب ومآسي النزوح واللجوء والتهميش وُلد رجال ليسوا كغيرهم رجال لم تصنعهم الصدفة بل صقلتهم المعاناة ووشمتهم التجربة من بين هؤلاء يبرز اسم الفريق أول دكتور مهندس منصور أرباب يونس كقائد خرج من رحم المهمشين لا يحمل فقط آلامهم بل يعبّر عنهم ويناضل من أجلهم.
في زمنٍ عزّ فيه الصدق وتهاوت فيه القيادات أمام المناصب والمصالح جاء منصور أرباب يحمل مشروعًا مختلفًا مشروعًا يُعيد الكرامة لمن سحقهم الظلم ويمنح الصوت لمن أُجبر على الصمت دهورًا طويلة
لقد بدأ مشواره النضالي في مطلع الألفية لكنّ بذور وعيه كانت تنمو منذ أن كان طالبًا يناقش قضايا وطنه في فصول المدارس الثانوية لم يكن طموحه منصبًا ولا جاهًا بل كان سؤالًا دائمًا عن “لماذا نحن دون غيرنا؟ ولماذا يظل أبناؤنا وقودًا لحروب لا نعرف أسبابها؟
من دارفور ذلك الجرح المفتوح خرج منصور أرباب ليكون صوتًا لأهل الأرض ولينسج مع إخوة له في السلاح والفكر مشروعًا وطنيًا لا يعرف الانكسار رغم العواصف ورغم الخذلان ورغم اغتيال الرفاق لأن إيمانه بأن السودان لا يُبنى إلا بسواعد المهمشين كان أعمق من كل المؤامرات.
إن الحديث عن هذا القائد ليس مجاملة ولا ترويجًا سياسيًا، بل شهادة للتاريخ: أن من رحم التهميش يولد القادة الحقيقيون. وأن الثورة الحقة لا يقودها أبناء النُخب بل أبناء الأرض من يعرفون وجع الفقر وخيمة النزوح، وصبر الأمهات.
وفي ختام هذه الحلقة أقولها بصدق:
أمثال منصور أرباب لا يصنعهم الإعلام بل تصنعهم المواقف. وسيكون لنا مع هذا القائد موعد جديد في المقال الثاني “هكذا قادنا.. منصور أرباب وملحمة دارفور