لم تعد وسائل التواصل الاجتماعي مجرد منصات للترفيه أو التعارف، بل أصبحت سلاحًا ذو حدين؛ فمن جهة أتاحت فرصًا للتعلم والتطور، ومن جهة أخرى أفرزت ممارسات خطيرة تهدد أمن وسلامة المجتمعات والأجيال الصاعدة.

في مجتماعتنا كسودانين، برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة مقلقة وسط نشطاء التيك توك، حيث انتشرت مقاطع تحتوي على ألفاظ خادشة للحياء، وخلافات علنية مليئة بالسباب والشتائم، بل وصل الأمر إلى بث مباشر للفضائح والتجريح الشخصي. هذه الممارسات لا تشبه أصالة المجتمع السوداني المعروف بتسامحه وأدبه واحترامه.

المؤسف أن هذه المقاطع تظل محفوظة على المنصات، وقد يراها الأبناء والأحفاد في المستقبل، مما يشوه صورة تاريخنا الذي سطره الأجداد بالكرامة والشرف. إنها دعوة صادقة لشبابنا: عودوا إلى قيمكم وأخلاقكم، ولا تجعلوا من هذه المنصات ساحة لتبديد سمعة وطن بأكمله. فالتكنولوجيا أداة للتقدم، لكنها قد تصبح وسيلة للهدم إذا لم نحسن استخدامها.

 

 

بقلم/ منصور ادم ابكر