على مرّ العقود، عانت المرأة السودانية من تبعات الحرب بشكل مباشر وعميق، فقد تركت النزاعات المسلحة آثارًا جسدية ونفسية واجتماعية عليها، جعلتها تواجه
تحديات مضاعفة في حياتها اليومية.
أحد أبرز أشكال المعاناة هو العنف الجنسي، الذي طال العديد من النساء، وأدى إلى إصابتهن بصدمة نفسية وجسدية مستمرة، تؤثر على حياتهن وعلاقاتهن الأسرية والاجتماعية. كما أن فقدان العائلة، سواء من الأزواج أو الآباء، أضاف عبئًا اقتصاديًا واجتماعيًا كبيرًا، إذ تضاعف على عاتق المرأة دورها في إعالة الأسرة وتأمين الاحتياجات الأساسية.
ولا يخفى أثر النزوح الكبير الذي شهده السودان، حيث اضطرت النساء إلى الانتقال إلى مناطق آمنة، ما جعل الوصول إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية تحديًا يوميًا، وزاد من مخاطر الحمل والولادة. كذلك أدى النزوح وفقدان مصادر الدخل نتيجة الحرب إلى تفاقم الفقر والحرمان الاقتصادي، لتصبح الحياة أكثر صعوبة على النساء السودانيات.
رغم هذه التحديات، أظهرت المرأة السودانية قدرة كبيرة على الصمود والمقاومة، فساهمت في المبادرات الإنسانية وقدمت الدعم والخدمات الأساسية للمتضررين، مثبتة دورها الفعال في المجتمع.
يبقى واجب المجتمع والحكومة والمنظمات الإنسانية تقديم استجابة شاملة ومتكاملة لتلبية احتياجات النساء ودعمهن نفسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، تقديرًا لصبرهن وقوتهن في مواجهة أصعب الظروف.
المرأة السودانية، بحق، نموذج للصمود والإرادة، تستحق كل الشكر والتقدير على دورها الإنساني والاجتماعي.
بقلم/ منال يوسف جبريل